كيف ندعم تنقية الجسم من السموم
تحدثنا في المقال السابق عن السموم التي تحيط بنا في كل مكان والتي تجد طريقها إلى
أجسامنا من خلال ما نأكل ونشرب، وما نستنشق، ومن خلال ما نمتصه عبر الجلد وعبر جدار الأمعاء! وقلنا أننا للأسف لا نملك أن نغير كثيرا في البيئة الخارجية التي نعيش بها فلا بد من إجراءات فردية نتخذها شخصيا من باب إحساسنا بالمسؤولية لحماية أنفسنا وأطفالنا. وقلنا أن هناك طريقين رئيسيين للتعامل مع السموم: أن ندعم ونقوي قدرة الجسم على التخلص منها، وأن نخفف من السموم التي نتعرض لها يوميا. وسنناقش في هذا المقال دعم قدرة الجسم على التخلص من سمومه وسنفرد مقالا آخر بإذن الله للحديث عن البند الثاني وهو تخفيف التعرض للسموم.
تستخدم كلمة "cleansing" بكثرة هذه الأيام لتصف الإجراءات التي بإمكاننا القيام بها لنشجع الجسم على ركل السموم والتخلص منها وتنظيف الجسم. وبالرغم من أن الكثيرين قد يظنون أن هذه موضة حديثة، إلا أن الحقيقة أننا نجد أن جميع الحضارات القديمة كانت لديها عادات أو طقوس تهدف إلى طرد السموم من الجسم وتنظيفه مثل البرك الساخنة والباردة والغرف الحارة "الساونا" والطين المعروف بقدرته الفائقة على امتصاص السموم عبر الجلد والصيام وغيرها. كل هذه التقنيات لها أثر كبير على إعادة الحيوية والنضارة للجسم بتخليصه من قدر كبير من السموم.
ونحن اليوم نعرف أكثر بكثير مما عرفه أجدادنا الذين توصلوا إلى كل معارفهم وممارساتهم الصحية عن طريق الملاحظة والمراقبة واستخدام الفطنة لتمييز ما ينفعهم مما يضرهم.
بداية، فلنتعلم شيئا مهما عن السموم وبعض الميكانيكيات المهمة التي يستخدمها الجسم لطرد السموم من الجسم!
أولا، الغالبية العظمى من السموم ذائبة في الدهن، فلذلك إذا تراكمت في الجسم ولم يستطع الجسم التخلص منها سريعا فإنه يعمد إلى تخزينها في الدهون المختلفة حول الجسم.
ثانيا، حتى يستطيع الجسم التخلص من السموم فلا بد من أن يحررها من أماكن تخزينها في الدهون أولا إلى الدم، ومن ثم لا بد له أن يحولها من ذائبة في الدهن إلى ذائبة في الماء حتى يسهل عليه أن يتخلص منها مع العرق في الغدد العرقية، أو مع العصارة الصفراوية إلى الفضلات أو مع البول عن طريق الكلى.
فكيف تتم هذه العملية؟
عند تحرير السموم من الدهن يتم تحويلها إلى جزيئات فعالة "قادرة على التفاعل" عن طريق عمليات كيماوية معينة مثل oxidation، reduction، hydrolysis، وdehalogenation. في هذه المرحلة أصبح السم في الدم وشديد الفعالية فهو أقدر على التدمير وإلحاق الأذى بالجسم، غير أن الجسم عنده خطة للتعامل مع هذا الوضع فما هي؟
الخطة هي ربط وتفاعل هذه السموم الفعالة سريعا بمجموعات معينة لتحويلها إلى مركبات آمنة على الجسم ذائبة في الماء ويسهل التخلص منها مثل إضافة مجموعة كبريت sulfur group، مجموعة ميثيلmethyl group أو حامض أميني معين amino acid.
ولا بد من حدوث هاتين العمليتين سويا حتى نتخلص من السموم، فلو تم تحرير السموم إلى الدم من دون ربطها بالمجوعة كما في الخطوة الثانية، فإن السموم تتراكم في الدم وتصبح أكثر ضررا على الجسم مما لو تركت في الدهن. ولذلك فمن المهم جدا أن تكون عمليات cleansing أو التخلص من السموم مدوسة وبطيئة لانه لو كانت سريعة فلن يلحق الجسم على التخلص منها وهذا هو السبب في الأعراض المصاحبة في أول عملية تنظيف السموم مثل الصداع والتعب ووجع العضلات والبثور وغيرها.
إذن كيف نستطيع أن ندعم قدرة الجسم على إتمام هذه الميكانيكيات المعقدة والتخلص من السموم؟ هذه بعض من أهم النقاط:
1-أولا: عن طريق الغذاء الصحي الذي أركز عليه كثيرا في صحتك بالدنيا ومما يفيد في هذا الباب:
هل خطر ببالكم أنكم تتخلصون من الكثير من السموم في الجسم مع العرق مثل البلاستيك والمعادن الثقيلة كالزئبق والمواد الكيماوية. ونلاحظ بأن الكثير من الحضارات القديمة كان لديها عادات تهدف إلى زيادة التعرق بهدف تخليص الجسم من السموم مثل الساونا، البرك الحارة والباردة وغيرها. ممارسة الرياضة حد التعرق مفيدة للغاية في هذا الخصوص. 3-ثالثا: استخدام الطين clays يمكنكم استخدام الطين بطرق متعددة مثل عمل حمام مخفف من الطين والماء الدافئ وإما نقع الأرجل فيه أو الجسم لثلاثين دقيقة أو أكثر. بإمكانكم أيضا أن تصنعوا منه معجونا وتضعوه مباشرة على بشرة الوجه لمدة عشر دقائق أو بحسب التعليمات على المنتج حتى لا يسبب الجفاف لبشرتكم لو ترك طويلا بسبب امتصاصه للرطوبة. هناك بعض الصالونات التي تقدم مثل هذه الخدمات. 4- وهذه تقنية قديمة أيضا تستخدم فيها فرشاة جافة مخصصة لبشرة الجسم لتفريكها بطريقة معينة شرحتها في هذا المقال. تهدف إلى تحريك أو تمسيج الدورة الليمفاوية التي من أهم وظائفها التخلص من السموم وتقشير البشرة بلطف والتخلص من الخلايا القديمة وتحسين قدرة الجسم على طرد السموم عبر المسام المفتوحة. 5- ![]() أيضا تقنية قديمة جدا بدأت في الهند ويستخدم فيها الزيت للمضمضة لعشرين دقيقة في الصباح الباكر. بحيث يمتص الزيت السموم من اللثة واللسان وبين الأسنان ثم يرمى بعيدا ويغسل الفم بالفرشاة والمعجون. وقد شرحتها أيضا بالتفصيل في هذا المقال. 6-سادسا: الطحالب البحرية عند تناولها عبر الفم لها قدرة كبيرة على امتصاص السموم في الأمعاء ومنع امتصاصها إلى الدم. من أهمها الكلوريلا chlorella وkelp . ![]()
خصوصا في الصباح الباكر وبين الوجبات على طول اليوم. شرب الكثير من الماء هو وسيلة طبيعية لزيادة التخلص من السموم عن طريق إدرار المزيد من البول. حاولوا شرب عدة أكواب من المياه الحارة "لا تلسع فقط دافئة كفاية" في الصباح الباكر قبل وجبة الفطور. حافظوا عليها وممكن أن تضيفوا الليمون لو أحببتم وسترون فرقا بعد فترة بسيطة على حيوية الجسم والنشاط.
8- ثامنا: الصياموهو وسيلة ممتازة أيضا إذ أنه يريح الجسم كثيرا ويعطيه الفرصة للشفاء والترميم وطرد السموم. |
التعليقات على الموضوع