الرمان... فاكهة من الجنة!

الرمان فاكهة تمتاز بشكلها ولونها الرائع وطعمها اللذيذ، وهي فاكهة معروفة منذ آلاف السنين
، فلقد وجدت بقاياها في قبور الفراعنة، واستعملت في طقوس الزواج عند الفرس كرمز للمستقبل الزاهر، وأكلت من قبل الجنود البابليين قبل خوض الحروب. وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في القران الكريم ثلاث مرات وذلك يدل على مدى أهميتها! والرمان معروف اليوم على مستوى العالم ويسمى أحيانا بجوهرة الشتاء "jewel of winter". سنتعرف في هذا المقال كيف يمكن للرمان أن يضيف لطعامنا الكثير من القيمة الغذائية!
الرمان غني جدا بمضادات الأكسدة:
وهذه من أهم مزايا الرمان فهو يتميز بغناه بمجموعة كبيرة ومتنوعة جدا من مضادات الأكسدة. ففي دراسة أجريت في 2008 وقارنت عصير الرمان مع عشر عصائر أخرى معروفة بمحتواها الكبير من مضادات الأكسدة كان عصير الرمان أقواها بعشرين مرة متفوقا حتى على التوت الأزرق. وتحتوي رمانة واحدة على 40% من الاحتياج اليومي من فيتامين C.
ولقد تحدثت في مقال مضادات الأكسدة عن أهمية هذه المواد في حماية الجسم من الأضرار الكبيرة لمركبات الأكسجين شديدة التفاعلية. فطالما أن الجسم يحتوي على كميات كافية من هذه المواد فسوف يتمكن من مقاومة تلف الخلايا والشيخوخة المبكرة. وعندما لا تتوفر هذه المواد للجسم فيمكن أن يصاب بما يسمى " oxidative stress" والذي يسرع في عملية تلف الخلايا والأعضاء والجلد. كما أن لمضادات الأكسدة دور كبير في محاربة الإلتهاب في الجسم.
الرمان له أثر مضاد للسرطان:
مضادات الأكسدة في الرمان تمنع تكاثر الخلايا السرطانية، وتعزز موت الخلايا المبرمج (apoptosis) في أنواع مختلفة من السرطان. فوفقا للمركز الطبي في جامعة ميريلاند الأمريكية، أظهرت بحوثهم في المختبرات وعلى الفئران وبالذات في مجال سرطان الثدي والبروستات أن مستخلصا مستخرجا من ثمرة وقشرة ولب الرمان كان له دور في منع نمو خلايا سرطان الثدي عن طريق تحفيز موت الخلايا السرطانية، ومستخلص آخر كان له دور في تقليل توريد الدم إلى الخلايا السرطانية وبالتالي يصبح حجم السرطان أقل. أما الدراسة على الفئران فقد بينت أن للرمان دور في إبطاء نمو سرطان الرئة.
أما في البشر، فقد أظهرت دراسة على رجال مصابين بسرطان البروستات نتائج واعدة، فالذين شربوا عصير الرمان تمكنوا من إطالة زمن مضاعفة تركيز مستويات PSA " Prostate-specific antigen" في الدم بحوالي 15-54 شهرا. PSA هو عبارة عن إنزيم طبيعي تفرزه البروستات ولكنه يزيد في حالة سرطان البروستات ومشاكل أخرى، ووجد في العادة أن الرجال الذين يتضاعف لديهم تركيز PSA خلال وقت قصير  يكونون أكثر عرضة للوفاة من سرطان البروستات. ونتائج الدراسة تبين أنه يمكن أن يكون للرمان دورا وقائيا وعلاجيا كبيرا في هذا المجال.
الرمان قد يقلل من أعراض التهاب المفاصل ويدعم صحتها:
الرمان أو مستخلص الرمان قد يساعد في تقليل آلام المفاصل وتقليل الالتهاب في الذين يعانون من التهاب المفاصل. فالمواد المضادة للاكسدة في الرمان تساعد على تقليل الالتهاب الذي يمكن أن يدمر الغضروف في المفصل، والذي هو السبب الرئيسي للألم والتصلب الذي يشعر به المرضى.
الرمان ممكن أن يقلل الضغط ويفيد القلب:
هناك الكثير من المؤشرات على أن الرمان يمكن أن يفيد القلب بعدة طرق: فهو يخفض ضغط الدم الإنقباضي "systolic" وهي القراءة الأولى في ضغط الدم. ويمكن كذلك أن يبطء أو حتى يعكس تراكم الترسبات على جدران الشرايين وبالتالي يحسن ورود الدم ويمنع تصلب الشرايين.

مع أن الكثير من الدراسات تستخدم عصير الرمان إلا أنه من الجيد أن تؤكل الحبات كاملة ومع بعض اللب الأبيض إن أمكن. وهذا سوف يساعد في الحصول على مواد غذائية أخرى مثل الألياف ويضمن فرصة للفركتوز للوصول إلى الدم ببطء. تحتوي كل رمانة في المعدل على 600 حبة في داخلها بذور وحولها لب أبيض ومر قليلا. من الأفضل أكل الحبات مع البذور وعدم تفلها. يمكن الإستمتاع بالرمان لوحده كوجبة خفيفة وأيضا يمكن إضافته إلى بعض أنواع السلطات والأطباق.

ليست هناك تعليقات